سلمى بصتله بصدمة واترعشت بخوف وهو بصلها بقوة ورجع قعد على مقعده ورا طاولة المكتب وبعد دقايق ساد فيهم الصمت والهدوء ما بين الاتنين ...
وقفت سلمى وقالت : أنا موافقة أرجع
اللواء بفرحه : كويس يا سلمى عمرك ما خيبتي أملي فيكي خدي ده ملف القضية لازم تبقي على مكتبك بكرا وتحققي بنفسك
سلمى مدت ايدها أخدت الملف واللواء كمل : يلا ارتاحي انهارده
سلمى هزت راسها : حاضر عن إذنك يا فندم
اللواء : اتفضلي .. سلمى
وقفت تاني وهو كمل ( اوعي تنسي أو تشكي فإني لو عندي شك واحد ف المليون إن رجوعك هيضرك كنت هأسمح بيه حتى لو وصلت لأن أطردك من الداخليه كلها انت بنتي )
سلمى ابتسمت بحزن وضربت له سلام وخرجت ..
أول ما قفلت الباب جريت على الحمامات وانفجرت فالعياط عيطت كتير وكتير بقهر بعجز بألم ال حصلها آخر مرة صعب ومستحيل أي بنت تنساه و صعب جدا تتقبله وتتخطاه .. تكورت على نفسها بزاوية من الحمام ومسكت راسها بايديها بتعب محدش عارف بالنار الل جوها ..
محدش حاسس بالألم والوجع الل عايشاه... مقدرتش تقول لحد .. وهتقوله ازاي مستحيل حد يعرف الل حصلها .. ده سر هيموت معاها زي ماعاش معاها.. هي لوحدها مش ممكن تشاركه مع حد مهما كان ...
مستحيل تقوله لأبوها مهما كان منفتح ومتفهم وحنون ...
مش ممكن تعذبه بالشكل ده ... هو ما يستاهلش منها كده أبدا ...
ولا حبيبة الوحيدة بعد باباها الل عارفه حقيقة شغلها ...
مش ممكن تلوث برائتها ...
مفيش حد لازم يعرف ...2
دي نقطة ضعف ...4
نقطة سودة مظلمة فحياتها ...
ولازم تحتفظ بيها لنفسها بس ...
كفاية اللواء عز الدين عرفها وبيهددها بيها ... كفاية اوي ...
جات تدعي بس افتكرت أن المكان مش مناسب أبدا ..
فقامت تمسح دموعها .. وقفت قدام المرايه غسلت وشها بالمايه وظبطت نفسها واخدت الملف من الأرض وطلعت برا
ودعت ( يارب ريحني يارب استرني يا رب اهديني يا رب واسترها معايا يا ستار يا رحيم يا رب أنت الل عارف إني مظلومه وإني كنت فشغلي بدافع عن بلدي يارب استرني بسترك الجميل يارب )
أخدت نفس طويل وراحت للأسانسير ومنه للأرشيف
................
ببيت سلمى محمد قاعد على السفرة بعدما فطر من الفطار الل حضرته سلمى قبل ماتروح وزهرة مراته وحبيبة لسه نايمين فاوضة نومهم وهو ساند بكفه على خده ..بس قرر يقوم يا يصحيهم يازعجهم راح للأوضة وخبط عليها بقوة :
زهررررره حبييييبه قومو زهررررره حبييييييبه زهرررررره ( وبيخبط جامد )
جوه حبيبه دفنت راسها بين المخدات بقوة وزهرة قامت بغضب وفتحت الباب : فيه ايه بتصحي ميتين
محمد بغضب زقها ودخل : ايو بصحي ميتين دول حتى الميتين بيحسو أكتر منكم
وراح للدلاب خرج هدومه وطلع .. وحبيبه بعدت المخدات عن وشها وفتحت عين بصت للأوضه ولما تأكدت أنها فارغة قامت بإبتسامة وراحت لأوضة سلمى ودخلت حمامها أخدت دوش سريع وعملت جهدها أنها تبوظ الحمام وتملاه بالشامبو علشان لما تيجي سلمى تتعب ف تنضيفه وياسلام لو وقعت واتكعبلت فيه .. خرجت على دولابها وبدأت تدور على حاجة تناسبها6
حبيبة : اوف لبسك كله رجالي ذوقك وحش اوي هختار ايه هختار ايه .. ااه ده
أخدت بنطلون أزرق واسع وبلوزة بنص كوم سماوية سرحت شعرها وعملته ضفيرتين على كل جانب وخرجت لقت زهرة خارجه من المطبخ شايله صينية عليها أطباق راحت لها وشالتها عنها
حبيبة بإبتسامة : صباح الفل يا زهرتي
زهرة : صباح النور يا حبيبتي
قعدو على السفرة يفطرو وبعد الفطار حبيبة طلعت لشقتهم فوق ضربت الجرس وفتحت لها أميرة
حبيبة : صباحو يا أيمي
أميرة كشرت وماردتش
حبيبة : ايه يا أميرة انت هتعملي فيها زعلانه وأنا عملت كل حاجه علشانك
أميرة : علشاني ازاي بقى
حبيبة : جبتلك خطيبك ع مالا وشه بنص الليل وأكيد هيجب لك موبايل بدل الل اتكسر علشان يطمن عليك بدل ما انا قالقاه عليك عمال على بطال
أميرة بنص ابتسامة : بس بردو ماكانش لازم تجرين وراكي برصاص الليالي كده
حبيبة : ما احنا كل يومين بنعمل رياضه فالشارع
أميرة بيأس من أختها : رياااضه .. طيب ادخلي شوفي هتصالحي باباكي ازاي
حبيبة بصوت عالي : إلا بابا ده سكر البيت ده عسل العمارة ده قمر الحارة ده نجم المدينه ده شمس الكوكب3
ودخلت لقته قاعد على كنبه ولما سمع صوتها ودى وشه الناحية التانية وهي قربت منه وقفت جنبه
حبيبة برقة : بابا حبيبي .. يا عبد الله
ماردش وهي كملت : خلاص بقى الل فات مات احنا اولاد انهارده
بصلها بإستنكار ورجع وشه الناحيه التانية
حبيبة قعدت عند رجليه : خلاص أنا مانمتش عشان أنت زعلان مني خلاص بقى والنبي ما يبقى قلبك إسود2
رفع ايده علشان يضربها وهي مسكتها بسرعة وباستها : يرضيك اروح لعم محمد
عبد الله بزعل وهو باصص الناحية التانية : و تروحيلو ليه
حبيبة بإبتسامة خبيثة : مش هو راهني إنك مش هتسامحني وأنا قلت له إنك طيب وهتسامحني اول ما تشوفني ولو خسرت الرهان هسكن عنده اسبوع
عبد الله ضربها بخفه على راسها : كام مرة قلت مفيش رهانات معاه كام مرة
حبيبة وهي بتبوس ركبته : خلاص آخر مرة بس أنت سامحني ومتشمتش في الأعداء
عبد الله بص الناحية التانية بغضب وحبيبه مسكت ايده وباسته : خلاص بقى يا بابا آسفة وعارفة غلطي
عبد الله مسك ودنها وشدها : عارفة لو كررت الل انت عملتيه امبارح ده أنا هرميكي من الشباك الل هناك ده شايفاه ( و شد ودنها لحدما بصت للشباك ) ...
ولو اتراهنت مع عمك هرميكي من الل هناك ده شايفاه ( وشدها الناحية التانية)
حبيبة بألم : اااه أيو خلاص خلاص مش هعمل كده تاني
عبد الله ساب ودنها وضرب كتفها : ركبي اتخلعت من طلوع ونزول السلم وآخرتها أجيبك من القهوة بآخر الليل .. ده انا الل راجل عمري ما فضلت برا البيت للساعة دي تقومي أنت الل بنت .. ومش أي بنت .. لااااء بنتي أنا تعملي كده
حبيبة قامت قعدت جنبه : خلاص بقى يابابا انسى الماضي وقولي فطرت ولا أعملك فطار
عبد الله : قومي يا مفجوعه كلي وملكيش دعوة بي سديتو نفسي الله يسد نفسكم
حبيبة بزعل مصطنع : ليه كده بس سديت نفسي
عبد الله بغيظ : أحسن
حبيبة : يرضيك م...
قاطعها : ايو يرضيني ونص
وسمعو حد بيخبط على الباب
حبيبة : أميييييره بت يا امييييره افتحي2
عبد الله قلع الجزمة : قومي يا بنت الجزمه افتحي2
حبيبة جريت وهي بتضحك وعبد الله كمان ضحك لما بعدت عنه : ربنا يهديكي يا بنتي ويرزقك بابن الحلال الل يصونك2
عند الباب حبيبة فتحت وكان الل بيخبط صلاح
حبيبة : نننعم
صلاح بغضب : الله يحرقك ابعدي
حبيبة جت تقفل الباب فوشه بس صلاح دخل رجله بسرعه وزقها ودخل قفل الباب
صلاح بإبتسامة مستفزة : الحج فين يا خنفسة
حبيبة بصدمة : خنفسة أنا خنفسة ليلتك سودة يا ابن المجنونة
صلاح بغصب : ابن ايه يا كئيبة
حبيبة بحقد : أموت وأعرف الهبله أميرة بتحب فيك ايه
أميرة من وراها : بحبه كله
وقربت من صلاح وأخدت ايده : تعال يا حبيبي ادخل
صلاح ابتسم لأميرة بعشق وحضن ايدها لصدره وبص لحبيبه باستفزاز وطلع موبايل من جيبه واداه لأميرة : خدي حبيبتي ده بدل الل خاد الشر وراح وبص لحبيبة
حبيبة بابتسامة واستفزاز : بس الشر ماراحش الموبايل بس الل راح
صلاح : بس هيروح هيولع بغاز وسخ
حبيبة بصت له بغيظ وهو بصلها بقوة وأميرة شدته ودخلته .. صلاح قرب من عبد الله بأدب وباس ايده وقعد جنبه
صلاح : ازايك ياعمي عامل ايه
عبد الله : الحمد لله يا ابني تشكر وأنا آسف على القلق الل حصلك امبارح ب...
صلاح : ما تقولش كده يا عمي أنت أكبر من إنك تعتذر وأنا جاي علشان أتكلم ف الموضوع ده
عبد الله : طب تشرب ايه الأول يا حبيبة
صلاح بسرعة : لا ياعمي لو سمحت نادي أميرة تعملي شاي
عبد الله : عاذرك يا ابني والله يا أميرة شاي لخطيبك وقهوة ليا
أميرة قدام الصالون وبتشوف موبايلها الجديد : حاضر يا بابا
عبد الله بصوت واطي : هي الهبله دي قاعدة جنبي ولا ايه
أميرة : لا يا بابا قاعدة بعيد
صلاح ضحك وعبد الله كمان وأميرة اتحرجت وقامت تعمل الشاي
صلاح : عمي أنا عايز أقدم كتب الكتاب والفرح وأعملهم بعد شهر بدل شهرين
عبد الله : انا بعد ال حصلي امبارح هموت واجوزهم لاتنين دلوقتي وارتاح أنا ركبي ادشدشت وعضامي اتكسرت أنا مش قادر أقوم من الصبح ومش عارف وصلت للكرسي ده ازاي أكيده بسمه شالتني
صلاح : يعني احجز والذي منه
عبد الله : بص أنا هكلم بسمه هي أدرى ولو كل شيء جاهز البت أميرة هتقولك
صلاح بحرج : طيب يا عمي تسمحلي أخرج معاها نتغدا برا
عبد الله : مش عايز الفرح بعد شهر تبقى تصبر اهي هانت
صلاح بإحباط لنفسه : هي حبيبة هتجيبه من برا .. اتجوزها بس وهمنعها عنك علشان تدوق طعم الحرمان زي
عبد الله : ولد سكت ليه أنت بتدعي عليا
صلاح بغيظ : وأدعي عليك ليه هو حضرتك ناقص
عبد الله : معاك حق ..9
صلاح ابتسم بشر
عبد الله بيدور كلامه فدماغه : ولد تقصد ايه1
صلاح : ولا حاجه يا عمي ولاحاجة هو الشاي اتأخر ليه يا اميرة سيبي الموبايل واعملي الشاي
عبد الله : أنت بتعلي صوتك عليها بأمارة ايه احترم نفسك
صلاح ضرب نفسه كف : آسف يا عمي عن إذنك
ووقف
عبد الله : استنى عندك .. هتتغدو فين
صلاح قعد تاني بإبتسامة : فأقرب مطعم وهنرجع على طول
عبد الله : طيب ما تتأخروش
صلاح قام باس جبينه : ربنا يخليك لينا يا عمي
........................
بمبنى الأمن
سلمى قعدت تقرا ملف القضية بزاوية منعزلة من الأرشيف كانت بترتاح فيها على طول وابتدت قراية والقضية شدتها اوي وحست بالمسؤولية وإنها لازم تفهم كل حاجة
" مي محمد عبد السلام ٢٠ سنة سنة ثانية اقتصاد فتاة مسالة منعزلة ليست كثيرة الكلام والنشاطات من البيت للجامعة ثم البيت ودودة طيبة حسب شهادة الجيران والمعارف انتحرت بشنق نفسها في غرفتها ليلة ١٢/٠٩ واكتشفت عائلتها الجثة صباح اليوم الموالي عندما تأخرت على الفطور .. كانت بآخر أيامها منطوية وقليلة الحديث .. ليس لها أعداء "
قلبت الأوراق والضحايا كانوا متقاربين ومتشابهين التفاصيل هي هي بس فيه اختلاف فطريقة الإنتحار ما بين الخنق وتقطيع الشرايين والسقوط من مكان مرتفع
قفلت الملف وهي بتفكر
" ليه انتحروا أكيد التشابه ف المعلومات وتقارب الوقت ليه معنى ..
فكري يا سلمى القضية دي تستحق إني أرجع من تاني لازم أفهم اللغز وأنقذ الباقي أول خطوة لازم أروح لبيت أول ضحيه وأشوف هلاقي ايه "
وقفت تجمع مسلتزماتها وطلعت برا الأرشيف وبرا المبنى كله وركبت عربيتها وطلعت على عنوان الضحية الل