
بينما كانت هى مستلقية على الفراس وتفكر فيما سيحدث معها وهل الحياة ستعود لأبتسام لها مرة أخرى أم ستسوء أكثر من ذلك؟! حتى أرهقت وذهبت في ثبات عميق.
في اليوم التالي تستيقظ لتجد الباب يطرق عليها، وتفتحهُ تجد والدة هيثم:
_"هيثم" عايزك...صحيح أنتِ مش قولتيلي أسمك؟!
لتبتسم لها ابتسامة خفيفة:
_أسمي "عهد"!
لتخرج عهد وتجلس مع هيثم، هيثم والابتسامة مرتسمة على وجههُ:
_بصي يا" عهد" مش كده؟!(لتهز رأسها بالإيجاب، ليكمل) أنا عمي كان جه إمبارح علشان كان مسافر فهنروح نتجمع عند جدي... وأنتِ تعالي معانا وإن شاء الله هنشوف عيلتك ايه رأيك!
لتعقد حاجبيها بنوع من عدم رضا:
_أنا تَعبت حضرتك معايا أوي...أنا هتصرف أنا.
برفض وهو يعقد حاجبيه:
_تعب ايه بس ولا تعب ولا حاجه...وصدقيني هتفرحي أوي!
وبعد إلحاح من هيثم وأصرار أستسلمت عهد لهُ، وذهبت معهُ وكان الخجل يعتليها وهي تشعر إنها غريقة في البحر من كثرة الخجل، وكانت من داخلها تلوم نفسها على أنها أستسلمت لحديثه وأتت، وعرفها هيثم لهم على أنها صدقيتهُ.
جد هيثم وهو ينظر لها بإهتمام:
_بس حاسس أنك مش غريبه علينا خالص...كأننا نعرفك من زمان!
لتبتسم لهُ عهد حتى وجدوا أن الباب يطرق، ودخل عم هيثم وكانت عهد تعدل من حجابها وترفع نظرها كأن الزمن توقف في تلك اللحظه هل ما ترى حقيقة أم وهم؟!بعد تلك المدة أراك مستحيل! وأين؟ هنا! كل هذا كان يدور في ذهنها.
هيثم وهو يسلم عليه بحبًا، وودًا، وعناق يبوح عن ما بداخلهُ من أشتياق:
_وحشتني أوي يا عمي...أعرفك دي صحبتي جبتها وأصريت أنها تتعرف على حضرتك!
كانت تنظر لهُ وأعينها متلعقة بهُ وتتلهف على رد فعلهُ، وتريد أن تعانقهُ وترتمى بين ذراعيه من الأشتياق.
ليبتسم لها وهو يمد يديه:
_أزيك جميله ما شاء الله!
🥰✨🖋بقلم شروق فتحي🖋✨🥰
لتصدم عهد من رد فعلهُ تلك بعد كل تلك السنوات من البعاد يكون لحظة ألتقائهُ بها تكون هذه هي ردت فعلهُ! كانت تحاول أن تتمالك دموعها وقلبها يعتصر حزنًا، وتتصنع لهُ الأبتسامة:
_شكرًا ده من ذوق حضرتك!
ليأتى شاب وهو يعانق هيثم بشوق:
_ايه يا عم دي كلها غيبة!
ليبتسم هيثم لهُ ويبادلهُ مزاح:
_اه فعلًا أنا اللي كنت مسافر!
لينتبه الشاب لعهد وهو يبتسم لها:
_ما تعرفنا مين القمر!
لتلتمع عهد أعينها وهي تحدث نفسها:
_هو القمر ده أخويا... بس مش اقدر أسلم عليه.
ليقاطع هيثم تفكيرها:
_أعرفك يا "عهد" ده ابن عمي أرخم واحد ممكن تتعرفي عليه.
لتبتسم لهُ وهو يمد يديه ليسلم عليها:
_أنا "باسم"!
لتصافحه عهد وهي تشعر بنوع من الأمان، وكأن ذلك شعور أفتقدتهُ منذ سنين والأن شعرت بهُ.
هيثم وهو يشير لفتاتين وأحدهم مغروره وكانوا يقبلان عليه:
_دول بقى أخوات "باسم".
ويبدأوا بتسليم على هيث، وتلك المغرورة تنظر لعهد بإشمئزار وتذهب وتذهب خلفها الأخرى، هيثم بنوع من الأحراج:
_مش تزعلي منهم يا "عهد" (لتبتسم له وتهز رأسها بمعنى أنهُ لا يوجد مشكله) معلشي هسيبك ثواني وجاي...
ولكن كانت عهد كأنها تنتظر ذلك فهى تريد الخروج، لتخرج في حديقة المنزل محاولة أن تأخذ نفسها فقلبها يبكى قبل أعينها من رد فعل والدها كيف يتصرف معها هكذا وهو لم يكن يحبها فقط بل كلمة حب قليلة.
لتشعر بأن أحد أتى من خلفها لتنظر لهُ تجدهُ والدها وهو ينظر لها بنوع من الصرامة:
_أسمعي يا بت أنتِ...تمشي من هنا ومش عايز أشوفك هنا تاني فاهمه!
لتنزل تلك الكلمات عليها كالصاعقة تحرقها، وحدقة أعينها متسعة محاولة تمالك دموعها، وهي تهز رأسها بالإيجاب، لتحرك قدميها بثقل وكأنها قدميها أصبحت لا تقدر على الحراك، وتخرج خارج المنزل وهي لا تعرف أين هي ذاهبة هل كل الأبواب بالفعل أغلقت أمام ناظريها، لتتذكر هاتفها وتخرجهُ وتتصل بصدقيتها فأصبحت لا تملك خيار سوى هذا، وتخبرها عن مكانها لتأتي لكي تصطحبها.
عهد وهي ذاهبة معها كانت مترددة كثيرًا فهي لا تحب أن تذهب لها بسبب شقيقها من نظراتهُ التى لا تسلم منها.
عهد وملامح الحزن ترتسم على وجهها:
_معلشي هعملك إزعاج...يا "علا"!
بابتسامة نفي وهي تضع يدها على كتف عهد:
_مش تقولي كده...ده بيتك زي ما هو بيتي بالظبط!
لتبتسم لها عهد ولكن من داخلها حزن كالنيران كفيل يحرق المكان بأكملهُ.
بعد مرور فترة ذهبت عهد في نوم ولكنها أستيقظت في منتصف الليل كانت تريد الشرب، ولكن لسوء حظها وجدت علا ذهبت في ثبات عميق، لتذهب إلى المطبخ وتشرب ولكنها تسمع صوت حركة خلفها لتلفت تجدهُ شقيق علا، ولكنها تسرع في وضع الكوب محاولة الأخراج من المطبخ لكنهُ يمسك يدها ويردد:
_هو دخول الحمام