
رواية الحب الضائع الفصل التاسع 9بقلم شروق فتحي
عند ياسر والد عهد كان عاد إلى منزلهُ، وجالس على الفراش يفكر في عهد، وعقله يردد:
_هل ما نفعلهُ هو صواب أم خطأ؟، هل هي لم تستحق أن نفعل بها هذا؟، هل نحن كنا قاسين عليها؟
ليأخذ نفس عميق، وهو يغمض أعينه:
_هي مهما يكن بنتي وكانت أقرب واحده ليا من عيالي...أنا لازم على الأقل أساعدها!
في اليوم التالي تستيقظ عهد وكانت أعيناها منتفخة من كثرة البكاء، لتنعدل في جلستها ثم تستجمع شتات نفسها، وتقف وكانت تتحرك وهي تشعر بأن جسدها بالكامل منهك، لتجد هاتفها يهتز:
_ماشي هغير لبسي وهجهز وأنزل.
لتذهب عهد لتبديل ملابسها وتنزل لهيثم، وتركب السيارة.
هيثم وهو يستعد على التحرك:
_يلا زمانا أتأخرنا...معلشي كان عليا شغل وأتأخرت بسبب كده(لتهز رأسها بالإيجاب، لينظر لها وعلامات التعجب ترتسم على وجههُ) في ايه مالك...عينك باين عليها حمرا من كتر العياط!
وهي تأخذ نفس عميق، وتتحدث بنوع من البرود عكس ما بداخلها:
_مفيش...يلا علشان منتأخرش!
ليتجه هيثم إلى الشركة، وتقدم ما تطلب منها من ورق، وبعد مرور دقائق دخلت في مقابلة العمل، وبعد مرور فترة خرجت ليتجه اليها هيثم:
_ها طمنيني!
بابتسامة وهي تشعر أن هذا العمل سيكون هو شعاع النور لها:
_أنا حاسه أنهم هيوافقوا إن شاء الله... بس خدوا رقمي علشان يعرفوني أنهم موافقين ولا لأ!
ليبادلها الابتسامة:
_وكمان لازم تركزي في دراستك!
لتشير لها بالإيجاب:
_أكيد!
🥰✨🖋بقلم شروق فتحي🖋✨🥰
تم قبول عهد في وظيفتها، وحاول هيثم أن يعزم عهد مرة أخرى لكنها رفضت، بعد مرور شهر.
والد عهد ياسر وهو يمد يديه لهيثم،ويمسك ظرف:
_"هيثم" خد الفلوس دي أديها "لعهد" فلوس الكتب ومصاريف الكليه.
كان ينظر له وعلامات التعجب ترتسم على وجههُ:
_أشمعنى!
وهو يستعد لتزيف الرؤيه، ولكنها أقرب لحقيقة:
_أنتَ قولت قبل كده أن عيلتها تخلت عنها...أيوه هي أشتلغت بس مش هتعرف توفر لنفسها ده كله...والبنت حتى حاسسها زيي بنتي!
هيثم وهو يضع يديه خلف رأسه:
_بصراحه مش عارفه هتوافق تاخدهم ولا لأ!
بعدما أعطهم لهيثم:
_مش تسبها غير وهي واخدهم!
وهو يضغط على شفتيه:
_تمام هحاول!
وكان يعرف أنها في الجامعة أتصل بها، وعرف أنها ستخرج ليعلمها أنهُ سياتى لها ويصطحبها معه، وصل لها وركبت معهُ السيارة:
_يااا كان يوم طويل ومتعب أوي!
وهو يحرك يدبه بمقبض سيارة:
_معلشي عارف هو ضغط عليكي جامد...شغل ودراسة ربنا معاكي يا بنتي...صحيح في حاجه كنت عايزه أكلمك فيها!
لتنعدل في جلستها وهي تنظر لهُ:
_حاجه حاجه ايه؟!
وهو يحرك يديه خلف رأسهُ بتوتر:
_طيب بصي نروح نشرب حاجه وهقولك...
بعدما وصلوا لأحد الكافتيريات، وهو يخرج الظرف المتواجد فيه المال ويضعوا على الطاولة، كانت تنظر عهد لظرف بعدم فهم وتعجب، ليستجمع كلماتهُ:
_بصي دي أمانه وأنا حبتهالك...بصي أنتِ عارفه أكيد عمي ياسر(لتشير برأسها بالإيجاب، وهي عاقدة حاجبيها، ومازال تساؤل هو سيدها) هو قالي أديكي الظرف ده؛ علشان علشان يعني أنتِ أكيد القبض بتاعك هيكفي ايه ولا ايه...فاهمني يعني سواء كتب وسواء مصاريف كليه...فوق ده كله لسه أكل وكده...وقالي هو معتبرك زي بنتهُ وبيديكي الفلوس لكلية والكتب كأنك بنتهُ بالظبط!
لترجع ظهرها للخلف، وهي تأخذ نفس عميق، وتبتسم ابتسامة مائلة بداخلها أستهزاء:
_رجع الفلوس دي يا "هيثم"...وقولهُ شكرًا على تفكيرهُ فيا بس أنا عارفه أتصرف كويس...وقولهُ مساعدتهُ أنا أقدرها جدًا بس شكرًا.
وهو يزم شفتيهُ، ويفكر كيف يحاول أقناعها:
_بس هو أصر جدًا أنك تخديها، وهيزعل منك أوي لو مش خديها!
كان بداخلها ألم شديد، تحاول أن تكتم صراخها، ووجعها:
_معلشي يا "هيثم" أنا مش هقدر أقبلها.
وهو يهز كتفيه:
_خلاص أنا مليش دعوه...رجعيهم بنفسك أنا لو رجعتهم مش بعيد يقتلني وأنا مش مستغني عن نفسي!
وهو تضغط على يدها وتحاول أن تكمح غضبها:
_"هيثم" قولهُ هي مش راضيت مش صعبه!
وهو يقف ويأخذ هاتفهُ:
_صدقيني عمي ده محدش يقدر يقولهُ لأ...ولو أنتِ مش عايزها روحي رجعيها بنفسك!
لتقف وهي تضرب بقوة على الطاولة:
_ماشي يا "هيثم"...تعالى وصلني لي!
لتركب معهُ السيارة وهي عاقدة حاجبيها، وكان هيثم يختلس عليها النظر وهو كبح ضحكاتهُ على غضبها،لتنظر لهُ:
_مش أنتَ اللي مش راضي ترجعهم!
وهو يهز كتفيه:
_أنا مليش دعوه أتصرفي مع أنتِ!
ليصلها هيثم إلى منزل، ليفتح لهُ الباب باسم ليسلم عليه ويسلم على عهد، ويذهب لينادي على والدهُ، ليأتى لها والدها، لتخرج حروفها بصعوبة:
_لو سمحت عايزه أتكلم مع حضرتك!
وهو يأخذ نفس عميق:
_أتفضلي!
هيثم بتهرب منهم:
_طيب هروح أشوف حاجه مع "باسم" أنا!
ليصطحبها والدها إلى مكتبهُ!!!
ووووو