رواية وخذلني الحب الفصل الرابع4 بقلم شروق فتحي

رواية وخذلني الحب الفصل الرابع4 بقلم شروق فتحي
في ايه يا "ريماس" حاسس أنك عايزه تقولي حاجه؟! 
وهي تبتلع ريقها بتوتر، وكأن حلقها جُف من التوتر: 
_أحم...أنتَ عارف يعنى العلم أتقدم دلوقتي...وفي علاج ونعرف نخلف!
ليضغط على قبضة يديه، ونظراته تتحول إلى نظرات حادّة، صوته يخرج ممتزجًا بالغضب والخذلان:
_وفين كلامك اللي في الأول...مش قولتِ إنك مش عايزه غيري وإن ده مش فارق معاكي؟!
لتضع يدها على كتفهُ:
_وأنا فعلًا مش فارق معايا غيرك...بس أنا قصدي ليه مش نحاول ونجرب!
لينظر لها نظرات مطوّله، شعر وكأن كلماتها أمسّت برجولته، فصارت الحروف جافة على لسانه، لا يقوى حتى على ردّها.
ليأخذ تنهيدة عميقة، ويقف وكان على وشك دخول الغرفة، لتمسك ريماس يديه برجاء:
_أنا مش بقول كده علشان تزعل مني!
لينظر لها بنظرات ثاقبة تكاد تخترقها: 
_أنتِ عارفه أنتِ بتقولي ايه ولا بترمي كلامك من غير تفكير!
تجمّدت في مكانها، وارتعشت أنفاسها، لكنّها تماسكت بصوت متكسّر:
أنا بفكّر فينا إحنا...مش في نفسي...مستقبلنا يا يونس!
ليشد يده بقسوة، وهو يشيح بنظره بعيدًا:
مستقبلنا! ولا كرامتي اللي بتتهد كل يوم قدامك...
بحزن يملأ صوتها، وهي تحاول أن تتمسك بثباتها رغم ارتجاف أنفاسها: 
_ايه دخل كرامتك دلوقتي...أنا مش قصدي أجرحك...أنا كل اللي أقصده نجرب مش هنخسر حاجه! 
يضغط على قبضة يديه، وصوته يعلو بحدة: 
_نجرب!  ليه هو أنا فار تجارب قدامك يا "ريماس"! 
وهي تنظر لأعينه بحزن دفين: 
_أنتَ المناقشة صعبه معاك كده ليه؟! كل مشكله وليها حل ربنا مش عمل كل داء ألا ولي دواء...وأحنا دلوقتي بقينا في تقدم عن الأول يعنى هتكون في نسبة نجاح كبيرة! 
يتقدم بخطوات سريعة تملؤها الغضب، وصوته يهز الأرجاء: 
_وأنا قولت أقفلي على الموضوع ده. 
🥰✨🖋بقلم شروق فتحي🖋✨🥰
ثم يدخل الغرفة ويغلق الباب بعنف، صوت الباب يرتد في صدرها كطعنة، لتقف ريماس مكانها مذهولة، تتسع عيناها بصدمة، وكأن الأرض سُحبت من تحت قدميها... يدها ترتجف وهي تحاول كبح دموعها، لكن الدموع انحدرت رغماً عنها، لتجلس ببطء على الأريكة، كأنها فقدت القدرة على حمل نفسها. 
في اليوم التالي، استيقظت ريماس ولم تجد يونس في الغرفة، فعلمت أنه ذهب إلى عمله. جلست قليلًا على طرف السرير ثم تنهّدت، وكأن صدرها يئن من ثِقل ما حدث بالأمس، لتقرر الذهاب إلى منزل والديها. 
ما أن دخلت حتى ارتمت في حضن والدتها، وهي تضع يدها على رأسها وتكاد تبكي:
_هو انا قولت ايه يعنى يا ماما؟!
لتتنهد والدتها وتربت على كتفها بحنان، قبل أن يتدخل والدها بصوت هادئ لكنه حاسم، وهو يهز رأسه: 
_مكنش ينفع تقولي ليه كده...أنتِ كده كأنك قولتيلهُ أنتَ مش راجل! 
رفعت ريماس رأسها سريعًا بعينين دامعتين: 
_مكنش قصدي صدقني يا بابا...أنا كل اللي أقصده...أن أى حد لما بيتعب بياخد دوا علشان يخف...وأكيد في حل أحنا بقينا مش زي زمان! 
ليتنهد الأب وهو يشيح بوجهه:
_عارف يا بنتي...بس الرجالة في النقطة دي بالذات حساسيتهم غير طبيعية...الموضوع محتاج حكمة مش اندفاع.
لتجلس ريماس صامتة، وعقلها يضج بالتفكير، بينما يد والدتها ما زالت تربت عليها، كأنها تحاول طمأنتها أن الحل سيأتي...
في الجهة الأخرى كان يونس جالس في مكتبهُ وهو يضع يديه على جبينهُ بإرهاق، ليتدخل زميله في العمل:
_يا بني مالك من ساعة ما أنتَ جيت وأنتَ على الحالة دي؟! 
ليرجع ظهرهُ للخلف، ويديه خلف رأسهُ، بتنهيدة: 
_مفيش تعبان بس شوية! 
صديقهُ وهو يشعر بأن هناك أمر أخر: 
_لأ شكلها حاجه كبيره...
وهو ينظر في أحدى الملفات: 
_مفيش شوية مشاكل في البيت بس! 
وهو يهز رأسهُ بتفهم: 
_هتعدى كل حاجه بتعدى يا صاحبي...هات شوية ورد على حاجات هي بتحبها...ستات بيتصالحوا بابتسامة حتى...المهم يكون في أهتمام...أسمع منى! 
ليبتسم ابتسامة جانبية تملئها السخرية: 
_اه أكيد!
وبينما هو يتظاهر بالابتسام، كان داخله يغلي، وكأن كل كلمة من زميله تصطدم بجدار ثقيل لا يريد أن يهتز. أغلق الملف بين يديه بقوة، ثم نهض من مقعده:
أنا خارج شوية...أغير جو. 
ليترك المكتب وسط نظرات زميله الذي أدرك أن ما يحمله يونس أكبر من مجرد "شوية مشاكل"، لكنه فضّل ألا يضغط عليه أكثر.
في الخارج، وقف يونس للحظة يستنشق الهواء بعمق، عيناه تتأملان السماء، وكأن هناك جبل فوق صدرهُ. 
ليقاطع تفكيرهُ أهتزاز الهاتف لينظر إلى الهاتف وهو يزفر بضيق: 
_خير يا ماما؟! 
ردّت بعد أن أخذت نفسًا عميقًا: 
_أنا عايزه أتكلم معاك في موضوع! 
وهو يرفع حاجبية بإستفهام: 
_موضوع ايه؟!
ابتسمت بخبث عبر الهاتف: 
_لأ مش ينفع في تليفون...لما تخلص شغل تعالى عليا! 
بعدما أنهى المكالمة، ظل يحدّق في الفراغ لحظة، ثم تمتم بخفوت: 
يا ترى موضوع ايه اللي عايزه تكلمنى في؟! 
تعليقات