ي أتوبيس مليان ناس بنت واقفة جنب الشباك ومحشورة بين ستات ضحام وفجأة شافت واحد بيمد ايده لشنطة ست جنبها والست مش واخدة بالها وفيه رجاله شايفينه بس خايفين للحرامي ينتقم منهم بعدين صرخت البنت بعلو صوتها :
حرااامي حرااااامي
وشاورت عليه والراجل اول ما صرخت بعد عن الست وعمل نفسه بيبص من الشباك الل جنبها
البنت والل هي حبيبه : انت يا حرامي ماتستعبطش انت كنت بتسرق الست دي
الحرامي : احترمي نفسك يا ست انت أنا مش حرامي وماسرقتش حاجة
حبيبة : لا أنت حرامي وأنا شوفت بعيوني دول وأنت بتدخل ايدك ف شنطة الست دي ولازم تتحبس يا عم السواق خدنا على أقرب قسم
الحرامي : شكلك مجنونة وجايه تتبلي علي وعاملة شويتين دول علشان تاخدي مني فلوس مين عالم يمكن تكوني شمال وعامله فيها شريفة
راجل جنبهم : يا خوانا عيب الل بتقولوه ده شوفي يا ست انت شنطتك اتسرقت ول لا
حبيبة : مالحقش يسرق أنا شفته قبل ما يسرق
الحرامي بص لحبيبة بنظرة تهديد وبمعنى أنها تسكت بس هي بصت له بقوة وتحدي وبصوت عالي شوية : على أقرب قسم هعمله محضر
وبعد دقائق مشحونة بنظرات الحرامي التهديدية والإنذارية ونظرات حبيبة المتحدية ليه وقف الاتوبيس قدام قسم بوليس الحرامي حاول يهرب والرجال مسكوه ودخلوه القسم
جوه القسم الظابط أول ما شاف حبيبة عرفها وقال بينه وبين نفسه : يا ساتر شكله يوم إسود من أوله
الضابط : خير يا آنسة حبيبة فيه ايه
الحرامي : ايه ده أنت طلعتي زميلة طب مش عيب نقطع على بعضينا2
حبيبة : اخرس يا حرامي أنا أشرف منك
الحرامي بسخرية : واضح يا آنسة كئيبة4
حبيبة بشهقة : كئيبة4
الضابط : بسسسس ولا كلمة ايه جايه ليه يا آنسة
حبيبة : جايه أشهد أن الراجل ده بيسرق ف الأوتوبيس
الضابط : الكلام ده صحيح يا راجل أنت
الحرامي : كدابة يا بيه تلاته بالله كدب وبعدين مش عيب تشغلو البنات مخبرين2
حبيبة بعصبية : أنا مش مخبرة .. ( وبإبتسامة غرور) أنا بخدم الوطن بلا مقابل2
الضابط لحبيبة : عندك شهود
راجل معاهم : أنا أشهد يا بيه
..................
هناك ف مبنى الأمن وبالتحديد ف الأرشيف كانت سلمى كالعادة قاعدة فمكتبها الل عليه كومة ملفات هتنطبع وتتحفظ تحت رقم معين فالأرشيف الشغل ده متعب ومحتاج تركيز كبير .. عم محمود حط كاسة الشاي قدامها وقال :
ربنا يديك الصحة يا بنتي
سلمى ابتسمت ورفعت وشها عن الملف الل بين اديها وردت عليه : ربنا يخليك ليا يا عم محمود طول عمرك بتعرف امتى بعوز الشاي من غير ما أقول
ضحك عم محمود : أنت زي بناتي زينب ووفاء غلاوتكم متساوية فقلبيى
سلمى : يسلم لنا قلبك
وفجأة موبايلها رن فأخدته معلش يا عم محمود مكالمه مهمة عم محمود هز راسه وراح وهي وفتحت الخط وسمعت كلام :
..............ها وهي فين دلوقتي ............. تمام
قفلت الخط وهي بتتنهد بتعب : وبعدين معاكي يا حبيبة كل يوم فقسم وكل دقيقة مصيبة ربنا يهديكي لا ربنا يهدك يا بعيدة4
.................
ببيت سلمى
أم سلمى قاعدة مع أبوها قدام التلفزيون
زهرة : بقولك ايه يا راجل ماتشوف حل مع بنتك
محمد بتنهيده : ومالها بنتي بس
زهرة : مالها ده ايه بنتك كبرت وعنست هتفضل قاعدة فأرابيزن لغاية إمتى
محمد : يا وليه اتهدي وسيبي البنت فحالها
زهرة : أنت هتجنني يا راجل انت أسيبها ازاي ده الل فسنها بقى عندها تلت أربع ولاد ده حتى أميرة أصغر منها بتلت سنين وبقالها سنتين مخطوبة
محمد بزهق : أوووف هو مفيش غير الموضوع ده تقرفيني بيه صبح ومسا
وقام رايح اوضته زهرة تنهدت بتعب وقامت وراه .. جوه الأوضة محمد قعد على السرير وزهرة جت قعدت جنبه وتكلمت بهدوء :
زهرة بحنية وعيونها هتدمع : حقك علي يا محمد بس أنا خايفة عليها قوي
محمد حضنها : حقك أنت علي أنا آسف أني عصبت بس بجد أنت مكبرة الموضوع شويتين
زهرة بتنهيدة وهي لسه جوه حضنه : خايفة عليها وأنا مش دايمالها
محمد بعدها : متقوليش كده ربنا يحفظك وتجوزي ولادها هي والمضروب زياد
زهرة ابتسمت وضربته على كتفه : متقولش كده على زيودي ده آخر العنقود
محمد كشر : أيو ما أنا وبنتي اتركنا على الرف
زهرة ضحكت : ما تقولش كده ده أنت الخير والبركة وبعدين قولت ايه
محمد : ف ايه
زهرة : ممكن تقابل العريس الل هيتقدم لسلمى ولو عجبك تكلمها
محمد بتنهيدة : وبعدين معاك يا زهرة عريس تاني وجاي منين وعرفها منين
زهرة : ده قريب نجاة
محمد بتذكر : نجاة نجاة مين أيو أيو الل بتشتغل خاطبه للحارة الل كنا عايشين فيها هي لسه عايشه
زهرة : ربنا يباركلها فعمرها لسه بصحتها وجوزت ناس كتير
محمد : سلمى مش هتوافق على كده
زهرة : وماتوافقش ليه ده ابن ناس وشغلته اد الدنيا
محمد : ما الدكتور الل جابته أبله إنصاف كان ابن ناس والمدرس الل قبل منهم كان إبن ناس والمهندس الل بعدهم كان ابن ناس
زهرة : بس بس المرة دي حاسه إنها مختلفة
محمد بسخرية : كل مرة تقولي كده والعرسان يروحو ما يرجعوش
زهرة بحزن : والله مش عارفة بيحصلهم ايه دول بيبقو جايين وكلهم فرحه إننا رضينا نقابلهم وبعدين يروحو ما يرجعوش
محمد كاتم ضحكته بالعافية هو عارف إن بنته هي الل بتطرد العرسان وساعات بيساعدها ورغم إنه هو كمان خايف العمر يسرقها ويعدي من غير ما تحس وتخسر فرص كويسة بس كمان ميقدرش يجبرها على حاجة وهو مربيها من صغرها أنها تعتمد على نفسها وما تسمحش لحد يتحكم فيها وسابلها إختيار الدراسة وهي إختارت كلية شرطة وبفضل ذكاها قدرت تاخد مهمات كبيرة ونجحت فأغلبهم6
...............
ف بيت حبيبة
حبيبة وصلت تعبانه بعد يوم طويل بدأته بالقسم وده حاجة مش جديدة عليها وبعدين راحت تدور على شغل بين الشركات والمكاتب عارضين وظايف
خبطت على البيت ثواني وأمها فتحت
باست جبينها بحب : بسمتي مساء الخير
بسمة بضحك : مساء الخير يا حبيبتي
دخلت حبيبة وقلعت الجزمه ودخلت أوضتها تغير هدومها فتحت الباب بهدوء علشان تشوف أميرة بتعمل ايه ولقتها زي ما توقعت واقفة جنب البلكونة بتكلم صلاح اتسحبت بهدوء نحوها
أميرة : لا استنى شوية ده أحنا خارجين اول امبارح .......... لا ماينفعش كده بابا يزعل ....
وف اللحظة دي حبيبة ضربت كتف أميرة بقوة وأميرة من الخضة صرخت ورمت الموبايل من الشباك .. وحبيبة قعدت من كتر الضحك
أميرة بغيظ وهي بتضرب حبيبة : حرام عليك حراااااام الواد الل حيلتي هيروح بسببك
حبيبة بضحك : وأنا مالي أنا أنت الل خويفة
أميرة بحزن زقتها وقعدت على السرير : طب هعمل ايه دلوقتي ده خامس موبايل يجيبهولي واهو راح زي الل قبله
حبيبة قعدت جنبها : متزعليش هيجب لك واحد تاني هو يطول إن واحده زيك تبصله
أميرة بهيام : يطول ويعرض ده حبيبي
حبيبة : جاتك وكسه ده أنت واقعه
أميرة بحب : واقعه بس قولي دايبه ميتة ربنا يوعدك بابن الحلال الل يبهدلك يا رب2
حبيبة قامت من السرير وراحت الدولاب : لا يا ختي كفاية واحدة مننا مش هنبقى عبط الاتنين يا عبيطة
أميرة قامت تخرج من الأوضة : عبيطة عبيطة بس عايشة سعيدة
وخرجت من الأوضة وسابت حبيبة تغير هدومها .. وراحت لباباها وقعدت جنبه ثواني وجات حبيبة هي كمان وقعدت على الكرسي قدام باباها
حبيبة بإبتسامة : عامل ايه يا شقي4
عبد الله بص الناحية التانية وهو بيسبح بالمسبحة بتاعته : استغفر الله العظيم
حبيبة : ايه يا عبد الله هي أنا أجنبية ما أنا بنتك كمان زي دي
أميرة : اش جاب لجاب ماتقارنيش أمثالي بأمثالك
حبيبة وقفت وقلعت الشبشب وأميرة جريت منها والاتنين ملوا الشقة ضحك وجري وكأنهم بالإبتدائي لسه وباباهم بيدعي ربنا يحفظهم ليه وبعد شوية بسمة خرجت من المطبخ ونادت عليهم
بسمه بصريخ : أميييييرة حبييييبة بس كفايه كده يلا خلصو الطبخ وجهزوا العشا بسرعة
أميرة وحبيبه وقفو وهما بينهجو وبصوت واحد قالو : حاضر
ودخلو المطبخ وبسمة راحت وقعدت جنب عبد الله
بسمه : عارف الصوت الل سمعناه امبارح ده كان ايه
عبد الله بصوت واطي : ابتدينا .. توب علي يارب
بسمه : أنت بتقول حاجة
عبد الله بزهق : لا مش بقول
بسمه : طب اسمع مش جوز سناء الل فالشقة الل فوق طلع متجوز عليها رجاله خاينه ما يملاش عنيها غير التراب دي الست سناء دي ست مسكرة عمرها ما دخلت علي بايد فارغه طول عمرها ست أصيلة صاحبت واجب يا ما نفسي أعرف الل اتجوزه دي مين نفسي آكلها بسناني تفتكر هتطلع مين .. دول بقولو عليها صغيرة تفتكر يكون خادعها وضاحك عليها والله ممكن .. عارف أنا من زمان مش مرتاحاله وخصوصا لما ربنا فتحها عليه وخروجاته كترت لا وسناء الغلبانة بتقولي ده بيشتغل لوحده وكل الشغل مرمي عليه أهو تجوز عليك يا ختي لسه صعبان عليك
وكمان الأستاذ مراد جوز الست فريدة ده واضح راجل مش كويس وأكيد فيوم هنلاقيه مفضوح هو كمان مش كده يا عبد الله فيه ايه يا راجل أنت هو انت مش بتتكلم ليه سايبني بتكلم لوحدي ليه
عبد الله بتعب : معلش أصلي جعان قومي شوفي البنات ليكونو سابو الأكل ومسكو فخناق بعض
بسمة بملل : طيب
وقامت تشوف البنات وحضرو السفرة وقعدو يتعشو والكل راح أوضته وبعد نص الليل حبيبة أخدت موبايلها و تسحبت بهدوء من جنب أميرة وطلعت برا الأوضة وضغطت رقم صلاح خطيب أختها وتكلمت بخوف وبكاء مصطنع :
ا اا ا ألحق يا صلاح أميرة تخطفت13
...............
ببيت سلمى كانو بيتعشو سوا وزهره عماله تغمز لمحمد علشان يتكلم وهو ولا هو هنا وسلمى فاهمه الموضوع وشاغله نفسها بالأكل وزياد بيضحك
زهرة بهمس لمحمد : ما تتكلم يا محمد
محمد بهمس : لما نخلص أكل
زهرة زفرت بغيظ وهزت راسها وكملت اكلها بهدوء .. بعد الأكل سلمى قامت تشيل الأطباق وزهرة كلمتها
زهرة : سلمى اعملي شاي وتعالي عايزاك
سلمى هزت راسها بتعب هي تعبانه ومهدود حيلها فالشغل وكل الل تتمناه دلوقتي ترمي نفسها على السرير وتروح فسابع نومه بس مامتها ليها رأي تاني .. شالت الإطباق وعملت الشاي وشالته ليهم .. قدام التلفزيون كان محمد قاعد وجنبه زهرة .. سلمى جات بهدوء وحطت صينية على تربيزة صغيرة ومامتها طفت التلفزيون وأخدت كوباية من ايد سلمى وباباها كمان وبعدين قعدت جنبهم بهدوء
زهرة بهدوء : سلمى فيه عريس جاي يشوفك
سلمى بهدوء هي ماتفاجأتش بكلام مامتها بالعكس كانت متوقعاه فردت : ما ينفعش
محمد بصلها وحاول يخبي نظرة الضيق ويتلبس بنظرة تشجيع وثقة وزهرة اتصدمت وعنيها برقت
زهرة بصدمة : يعني ايه
سلمى بتمثيل : لو اتجوزت مش هترقى وجايز أترفد
وبصت لباباها بتوسل علشان مايكشفهاش ورغم تفاجأه هو كمان بس سكت واستنى لما يكلمها لوحدهم
زهرة بصدمة وهي بتضرب صدرها : ليه يطردوكي هو أنت أول واحدة تشتغل متجوزة
سلمى بتمثل الدموع : أنا شغلي مش مهم بس المهم عندي شغل بابا ده الل عايشين منه
زهرة ضربت خدودها : يا مصبتي وأنت مالك بشغل أبوكي
سلمى ببكاء: أصله هيطرد لما بنته تتطرد وهتبقى سيرتنا على كل لسان
زهرة بخوف بصت لمحمد الل فاتح بقه وشدت ايده : ألحقني يا محمد هنعمل ايه ف المصيبة دي
محمد بصدق : مش عارف
سلمى بصت له بإنتصار وهو ضيق عينه الشمال بتحذير ابتسمت له وهزت راسها بمعنى ( أنا عارفة بعمل ايه )
سلمى بتعب حقيقي : ماما من فضلك أنا عايزة أنام
زهرة هزت راسها : ادخلي حبيبتي تصبحي على خير
سلمى وطت باست ايدها وجبينها وجبين باباها كمان : وأنتو من أهله
وراحت ناحية أوضتها بس سمعت صوت ناس بتجري على السلم
زهرة ومحمد وقفوا : فيه ايه
وفنفس اللحظة موبايل سلمى رن راحت له وأخدته من التربيزة جنب مامتها وشافت المتصل " حبيبة