رواية غرام الكوثر الفصل الثاني2 بقلم ساره بركات

رواية غرام الكوثر الفصل الثاني2 بقلم ساره بركات 

 هو لسه في حد بيروح مدارس؟! إيه الجو القديم بتاعك ده يابابي؟!  

ثم اعتدلت من فراشها ودخلت حمامها وهي تتأفأف .. كان يقف في مطبخه يقوم بتحضير الشطائر الخاصة بهما بإبتسامة كبيرة يفكر كيف سيسير اليوم الدراسي اليوم وخاصة على ريناد، يتمنى أن المعلمة التي ستتقدم للوظيفة اليوم تكون جيدة .. وبعد أن انتهى من تحضير الشطائر قام بوضعها في صندوق الطعام والتفت ووجد ريناد تقف خلفه وهي مرتدية ثيابها المدرسية وتتثاءب.

فؤاد بابتسامة:

- اللي يشوفك كده يقول ما أخدتيش كفايتك من النوم في حين إنك نمتي الساعة 10 بليل.

أردفت ريناد:

- مش عارفة حاسة إني عايزة أنام أكتر .. اتعودت على مود الأجازة.

فؤاد بتنبيه:

- لا الأجازة خلصت خلاص .. عايزين نركز في اللي جاي يا حبيبة بابي، خدي يلا اللانش بوكس بتاعك.

أخذته منه وقامت بوضعه في حقيبتها الخلفية وخرجت خلفه من الشقة .. نزلوا من سلالم البيت الراقي وركب سيارته وصعدت بجانبه وأخذت تنظر للشارع بجانبها بشرود حتى غفت .. تنهد بحزن وهو يطالع  ابنته فعلاقتهما كأب وابنته ليست أفضل شئ، يريد أن يتقرب منها ولا يعلم كيف؟ إن الفتاة مراهقة ولها متطلبات واحتياجات هو كأب لا يستطيع فهمها، فهي  بحاجة لوالدتها الراحلة .. هكذا هي الحياة غير عادلة بالمرة وبعد عدة دقائق بسيطة كان يقف بسيارته أمام المدرسة الخاصة والتي كان يديرها لمدة عامين ومازال يقوم بإدارتها.

- ريناد.

تململت في نومها وهي بمقعدها، ربت على كتفها واستيقظت بتأفف  ولكنها توقفت عندما رأته يطالعها بضيقٍ من تصرُفِها ذلك، حملت حقيبتها وخرجت من السيارة ثم اقتربت بابتسامة صديقاتها اللواتي يشبهنها في كل شيء، تنهد باسستلام وخرج سيارته بعد أن قام بركنها في صف السيارات حول المدرسة ثم دلف للداخل .. كان يقف بجوار المعلمين والمُعلمات في الطابور الصباحي ويتابع ردة فعل الطلاب على أثناء الإذاعة المدرسية وهم يقفون في تلك الشمس الحارقة! .. منهم من يحمِلُ الحقائب فوق رأسه ومنهم من يضع يده فوق رأسه كأنه يحمل مظلة تنهد بضيق ثم ذهب نحو الميكروفون وأوقف الإذاعة المدرسية:

أردف فؤاد بابتسامة هادئة:

- كفاية كده عشان الدنيا حَر، تقدروا تطلعوا يلا.

كأنه قد نزع من فوق ظهورهم حِمل كبير جدا وأردفت إحدى أصدقاء ريناد وهي تقف خلفها..

- باباكي جِنتِل مان أوي يا رينو.

طالعت ريناد والدها الذي تقابلت عينيه مع خاصتها ثم أردفت:

- من ناحية كده فهو جِنتِل فعلا مع كُله ومتفهم لكن معايا أنا؟ لا.

ثم ابتسمت نصف ابتسامة وصعدت مع زملائها إلى الفصل ..

خرجت من الحافلة وهي تتأفف وتستغفر ربها وتقوم بضبط حِجابها جيدًا، وأكمَلَت طريقها سيرًا على الأقدام نظرًا لأن المدرسة بداخل منطقة بالقرب من مكان النزول .. كانت تقرأ الأذكار سِرًا وهي تأخذ نفسًا عميقًا وتدعو الله أن يوفقها ويرزقها كل خير، وصلت إلى المدرسة بعدة دقائق بسيطة من السير ودلفت بداخلها وأخذت تتساءل عن مكتب المدير حتى وصلت 

إليه، وجلست تنتظر مثلها  مِثلُ المعلمات اللواتي ينتظرن بالخارج .. كانت تنتظر وترى رد فعل كل فتاةٍ تَخرُج من مكتب المدير يبدو عليهن التجهم هل لم يتم قبولهن؟ .. انتبهت لبعض الفتيات يطالعنها بريبة وإحداهن أردفت ..

- هو في حد بييجي انترفيو في مدرسة انترناشيونال بالشكل ده؟

طالعتهم بريبة من مظهرهم همُ الغرباء بالنسبة إليها، ماذا يرتدين؟؟ هل يرين مظهرهن؟.. ولكنها تجاهلتهن متذكرةً الحديث الشريف 

" المُسْلِمُ مَن سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِن لِسانِهِ ويَدِهِ، والمُهاجِرُ مَن هَجَرَ ما نَهَى اللَّهُ عنْه." 

ودعت لهن بالهداية .. وانتبهت عندما اقترب العدد أن ينتهي .. سمعت نداء آذان الظُهر وأخذت أشياءها معها وسألت عن الحمام لكي تتوضأ .. 

كان فؤاد جالسًا بمكتبه يشعُرُ بالملل من هؤلاء الفتيات اللواتي قدمن ليلتحقن بالوظيفة لاتوجد واحدةٌ منهن مناسبة تمامًا لما يريده .. 

حد تاني يا حلا؟

يتبع 

                   الفصل الثالث من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات