رواية غرام الكوثر الفصل الاول1 بقلم ساره بركات

رواية غرام الكوثر الفصل الاول1 بقلم ساره بركات 

في يومٍ شديد الحرارة في مصر كانت وسائل النقل العام تتكدس بمنتصف سكانها حيث أن اليوم هو بداية العام الدراسي حيث تمتلئ المواصلات بالأطفال والمراهقين وأبائهم وأمهاتهم يصطحبونهم إلى مدارسهم، وبين ذلك الزحام كانت كوثر تقف بوجهٍ متجهمٍ تدعوا الله أن تصل إلى مدرستها الجديدة على خير ولكن بسبب الزحام الذي تراه تعتقد أنها ستصل متأخرة ومن الممكن أن تضعف فرصتها كمعلمة في تلك المدرسة لأنها تأخرت في تقديم أوراقها وتتمنى أن يقبلوا بها فلن تستطيع أن تتحمل حدثين سيئين اليوم وهو درجة الحرارة العالية ورفضها في المدرسة .. ولكنها عادت تستغفر ربها وهي تقوم بتعديل خمارها عندما اصطدمت بها سيدة تمسك بثلاثة أطفال مما جعل طرف خمارها ينزلق قليلًا .. 

  وظلت تردد الحديث الشريف بينها وبين نفسها لعلها تهدأ قليلًا:

" لا إله إلا الله ما أشد حر هذا اليوم اللهم أجرني من حر جهنم"

...............................

وفي شقة ضخمة في منطقة راقية ومعروفة كان يقف أمام مرآته ويحاول ضبط عُقدة ربطة عنقه ولكنه تأفف ولم يستطع وفي ذاك الوقت تذكر زوجته المتوفية وابتسم بهدوء..

- الله يرحمك يا سهام كان عليكِ أجدعها ربطة جرافته.

ثم تنهد باستسلام والقى بربطة عنقه جانبًا وقام بتمشيط شعره الأسود الذي يتخلله بعض الشعيرات البيضاء ثم خرج من غرفته 

وذهب لغرفة صغيرته، اقترب نحوها يوقظها:

-  ريناد.

ولكنها لم تستيقظ.

- حبيبة بابي.

تأففت أثناء نومها وأردفت بنعاس وضيق:

- هو ماحدش عارف ينام في البيت ده؟!

عقِدَ فؤاد حاجبيه عندما وجدت ابنته تتحدث هكذا، ثم أردف بحَزم:

- ريناد.

قامت بفتح عينيها تنظر حولها تستوعب مايحدث، كان والدها يقف أمامها عاقدًا حاجبيه وأردفت:

- بابي!

اعتدلت وأخذت نفسًا عميقًا مًردفةً بابتسامة مصطنعة:

- صباح الخير يابابي.

ثم اقتربت منه وقبلة وجنته، أردف فؤاد بهدوء:

- في خلال عشر دقائق تكوني جاهزة .. مينفعش نتأخر ويفوتنا الطابور.

هزت رأسها ثم خرج من الغرفة وبعد خروجه مباشرة أردفت بضيق:

هو لسه في حد بيروح مدارس؟! إيه الجو القديم

يتبع 

                   الفصل الثاني من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات